responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 465
الإنسان، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ؛ لم يخط الله خطا فاصلا بين الإيمان والسلوك الإجتماعى.

والشئ الذى يعتبر فى غاية الأهمية، أن الإسلام لم يبدأ من بديهية أن الحياة محملة بالصراع بين الروح والجسد، وأن النجاة هى فى تحرير الإنسان من قيود الجسد.. كل مظهر من مظاهر أنكار الحياة، وتحقير الإنسان لنفسه، أدانها الإسلام فى أحاديث لرسول الله (ص).. مثل ما ورد في حديث الثلاثة الذين قال لهم رسول الله (ص): (من رغب عن سنتى فليس منى)

فالإنسان مطالب بأن يعيش حياته كاملة وبشكل إيجابى، فما منحت غرائزه إلا لتؤدى ثمرتها، ولكن ليستخدمها بطهر وأخلاق وفى محلها الصحيح. ومن التعاليم للإنسان: أنه ليس لك فقط أن تعيش حياتك، بل المفروض عليك أن تعيشها بكل أبعادها.

صورة متكاملة للإسلام تنبثق فى ذهنى وبشكلها النهائى وبتحديد، مما أدهشنى، أحيانا كانت تتشكل فى عملية من الممكن أن أسميها تفاعلات ذهنية، وبدون وعى منى، فقد بدأت تتجمع من أجزاء متفرقة ومنتظمة، فإذا وضعت هذه المتناثرات بعضها إلى بعض، رأيت نظاما هندسيا دقيقا، أخذ ذهنى يجمعه فى السنوات الأربع الماضية، لأرى بناء كل عناصره متناسقة منسجمة، تتجمع لتتمم وتعاضد بعضها البعض، لا شئ فيه ينقصه، ولا شئ يزيد عن متطلباته متزن وهادئ، يعطى الإنطباع بأن مسلمات الإسلام كلها فى وضعها الصحيح.

منذ ثلاثة عشر قرنا مضت([201])، وقف رجل يقول : (ما أنا إلا رجل هالك، ولكن الذى خلق الكون أوحى إلى أن أحمل رسالته لكم، حتى تعيشوا منسجمين مع كل خلقه، وقد أمرنى بأن


[201] بناء على الوقت الذي يؤرخ له المؤلف.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست