responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 464
قالت: ولكن كيف تتزوجنى؟، بدأت فى النقاش معى، قالت: أنت لم تصل بعد للست والعشرين عاما، وأنا فوق الأربعين، ألا تفكر فى ذلك، حينما تصل للثلاثين، سأكون أنا فى الخامسة والأربعون، وحينما تصل أنت للأربعين، سأكون امرأة عجوزا.

أخذت فى الضحك، وقلت: وما فى ذلك؟، إننى لا أرى مستقبلا بدونك.

وأخيرا سلمت للأمر.

لم أبالغ حينما قلت لها: إننى لا أرى مستقبلا بدونك.. جمالها.. ورقتها الفطرية، جذبتنى إليها بحيث لا أرى أى امرأة أخرى ؛ وحساسيتها فى فهم ماذا أريد من الحياة أضاء أمالى، ورغباتى، وأصبحت من الصلابة بمكان وأكثر إدراكا، وطغت على تفكيرى فى ماذا أعمل ؟

فى أحد المناسبات - بعد حوالى أسبوع من زواجنا، أبدت لى هذه الملاحظة، لقد قالت لي: كم أنت غريب الأطوار عن كل الناس؟ يجب عليك أن تخفض من الروحانيات فى الدين.. أنت صوفى النزعة.. حساس فى صوفيتك.. تشير بأصابعك إلى ما حولك فى الحياة، ولك رؤية متعمقة روحانية فيما يدور حولك يوميا من أشياء، بينما تمر مثل هذه الأشياء على الآخرين بلا اكتراث.. ولكنك حينما تتجه إلى الدين، فكلك تركيز.. مع الناس الآخرين فالوضع بالعكس تماما..

لكن إلسا لم تكن فى حيرة، فهى تعلم عما أبحث حينما أتكلم معها عن الإسلام ؛ وبالرغم من أنها لم تكن فى نفس درجتى من الإضطراب، إلا أن حبها لى جعلها تشاركنى تساؤلاتى.

كثيرا ما كنا نقرأ القرآن سويا، ونتناقش أفكاره ؛ وكانت إلسا كما كنت أنا، معجبين بالتماسك الداخلى بين تعاليمه الأخلاقية، وإرشاداته العملية. فاستنادا إلى القرآن الكريم، فالله لم يدع الإنسان إلى أن يتضرع إليه معصوب العينين، بل لابد له أن يعمل عقله ؛ لم يتنح الله بعيدا عن

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست