وهالنى الدعاية والمعلقات التى تهاجم الدين
والألوهية أينما أحل أو أرتحل([200])،
وسأتوقف عن ذكرها لأنها مقززة.
وبشعور بالراحة، عبرت الحدود البولندية بعد أسابيع
أمضيتها فى آسيا، وروسيا الأوروبية، واتجهت مباشرة لفرانكوفرت حيث الجريدة التى
أعمل بها حيث استلمت عملى.
لم يمض وقت طويل حتى اكتشفت أنه أثناء غيابى، أصبح
اسمى مشهورا، وأنى الآن أعتبر من المراسلين المرموقين فى وسط أوروبا، فبعض مقالاتى
ـ خصوصا تلك التى تناولت النفسية الدينية المعقدة للإيرانيين ـ والتى قد جاءت
نتيجة لملاحظات علماء شرقيين بارزين، واستقبلت أكثر من أنها معارف عابرة.
ونتيجة لأهمية هذا الإنجاز، فقد دعيت لإلقاء مجموعة
من المحاضرات فى أكاديمية الجغرافيا السياسية ببرلين - حيث قيل لى أنه لم يسبق أن
حدث من قبل أن شخصا فى حداثة السن مثلى ـ حيث كنت حينئذ فى السادسة والعشرين ـ قد
منح هذا الإمتياز، كما قمت بتدبيج مقالات أخرى عامة بتصريح من مجلة (فرانكفورت
زيتنج)، فى صحف أخرى ؛ وقد أعيد طبع إحدى المقالات كما أعلم ثلاثون مرة تقريبا،
وبمعنى آخر، فإن رحلاتى الإيرانية قد أثمرت.
وفى هذا الوقت تزوجت (إلسا).. فالسنتان اللتان
أمضيتهما فى الخارج، لم يضعفا من حبنا البعض، بل زادته قوة، وبسعادة غامرة لم أشعر
بها من قبل، استقبلت تعليقاتها على الفرق الكبير فى السن بيننا.