من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (فيلي بوتولو)، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا اسم لعالم نفس ألماني، وهو
أستاذ علم النفس بجامعة (ميونيخ) بألمانيا الغربية، وقد اختار أن يسمى بعد إسلامه باسم
(أبي الحسن) لحبه لأبي الحسن الشاذلي.
وقد درس القرآن الكريم، وتعمق في دراسة التصوف
الإسلامي بحكم تخصصه كباحث في الظواهر المختلفة في الأديان، وقد التقيت به وسألته
عن سر إسلامه، وكان من جوابه لي قوله: إنني وجدتُ في الإسلام راحة نفسية، لم
تفتقدها ألمانيا الغربية فحسب، وإنما تفتقدها أوربا كلها.
ثم قال لي: إن شعوري بانجذاب للإسلام كان منذ فترة
طويلة، ولكن أراد الله تعالى أن يكون عملي كأستاذ لعلم النفس بجامعة (ميونيخ)
مدخلاً لاعتناقي دين الإسلام.. فمن خلال عملي بدأت مرحلة البحث والدراسة حول
الأديان كافة لمختلف دول العالم، والظواهر الغربية في كل الأديان.
وعند دراسة الإسلام شد انتباهي ما وجدته في القرآن
أولاً، وفي كتب التصوف ثانياً، من شرح لأصول العقيدة ومناهج الإسلام، فعكفت على
دراسة التصوف فترة غير قصيرة، حتى انتهيت إلى حقيقة مهمة وهي أن الإسلام يهتم
بعلاج الإنسان ظاهراً وباطناً، فهو دين يدعو إلى نظافة الظاهر وطهارة الباطن،
ويربي في الإنسان حب الأخوة والترابط والتآلف، بعكس ما نجده في المجتمعات الغربية،
حيث يعيش كل إنسان في عالمه الخاص، لا تربطه بالمجتمع روابط روحية أو علاقات
دينية، كما يحدث عند المسلمين.
وعرفت من خلال دراستي للتصوف أن المتصوفة يجتمعون
لذكر الله، ويلتقون على حُبّه، ويسيرون في طريق النقاء الروحي والوجداني، ويتلون
أوراداً معينة بعد كل صلاة، مما يجعلهم