قال: من الصعب أن تجد في أوربا مجتمعاً يتسم بهذه
الصفات، ولهذا وجدتُ نفسي مدفوعاً الى اعتناق الإسلام.. ولكنني رأيت من الضروري
والضروري جداً ـ أن أظل مسلماً في السر لمدة عام كامل، لأنك إن أردت أن تدخل
الإسلام في بلد كل وسائل الإعلام فيه موجهة ضد هذا الدين الحنيف، لكان ذلك صعباً
جداً، ولكن بعد أن رسخت العقيدة في نفسي أعلنت إسلامي بصراحة، ولم أخش الذين يُحاربون
الإسلام.
ثم اختتم قوله بحماس ـ وهو يشير بأصبعه إلى بعيد ـ:
إنني أؤكد أنه بدون القرآن، وبدون التصوف الذي يُعَدُّ فرعاً من علم النفس الذي
أدرسه في الجامعة لم يكن بمستطاعي أن أُغيرَ ديني ولذا فلقد غيرت ديني عن ثقة
واقتناع تام.
قلت: فما أثر الإسلام فيك؟
قال: لقد تغيرت حياتي اليومية بعد الإسلام تماماً،
وانتظمت انتظاماً عجيباً، فقد كانت في الماضي بلا هدف، أما الآن فقد أصبح لها
معنى، ولها هدف ولها حلاوة.. لقد أصبحتُ أخاف الله في كل تصرفاتي، وأعرف أن لي
ربّاً سوف يحاسبني فيما أفعله في أي وقت.
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (عبد الله كويليام)، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا اسم مفكر إنكليزي، ولد
سنة 1856، وأسلم سنة 1887، وتلقب باسم: (الشيخ عبد الله كويليام). من آثاره:
(العقيدة الإسلامية)، و(أحسن الأجوبة)