قد كلمكم بالحق
الذي سمعه من الله).. لقد لاحظت أن المسيح في هذا النص يخبر أنه إنسان اختاره الله
وحمّله رسالة وجعله نبياً، ولذلك يقول ـ كما جاء في الإصحاح الثامن فقرة 42 ـ: (لو
كان الله أباكم لكنتم تحبونني، لأني خرجت من قبل الله وأتيت، لأني لم آت من نفسي
بل ذلك أرسلني، لماذا لا تفهمون كلامي؟)
بل صرحت بعض الأناجيل بنبوة عيسى كما جاء في لوقا ـ
الإصحاح السابع فقرة 16 ـ: (فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي
عظيم)، وجاء في متى ـ الإصحاح الحادي والعشرين فقرة (9، 10، 11) ـ: (ولما دخل
أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة: من هذا؟ فقالت الجموع: هذا النبي الذي من ناصرة
الجليل)
وهذه النصوص تتفق مع قوله تعالى في القرآن الكريم:﴿ مَا
الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ
لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾
(المائدة:75)
قلت: فأنت ترى أن هذه النصوص التي وردت في الأناجيل
كفيلة بتغيير عقيدة المسيحيين من المسيحية إلى الإسلام؟
قال: ذلك صحيح لمن صدق في البحث.. ولم يتوقف عند
هذا..
قلت: لم أفهم ما تقصد.
قال: الإيمان برسالة سيدنا عيسى عليه السلام يكون
بتصديقه فيما أخبر، فلا نرد خبره ولا نكذب قوله ولا نخالفه.