قال: لقد جاء المسيح عليه السلام لأمرين مهمين..
كلاهما غفل عنه إخواننا المسيحيون.
قلت: ما هما؟
قال: أما أولهما، فهو تعلم الأمة التي بعث إليها
كيف تتقرب إلى الله وتعبده، أما معرفة الله فيذكر المسيح عليه السلام أن الله واحد
لا شريك له ولا نظير له ولا شبيه له، فقد جاء في إنجيل (مرقص:12/30) لما سأله
الكتبة: أي وصية هي أول الكل؟ فأجابه يسوع: (إن أول
كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل.. الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك
ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى، وثانية مثلها هي أن
تحب قريبك كنفسك، ليس وصية أخرى أعظم من هاتين فقال له الكاتب: صحيح يا معلم حسب
الحق تكلمت فإن الله واحد لا آخر سواه)، وتتأكد هذه الحقيقة عن ذات الله بما جاء
في إنجيل (متى: 23 /8) حيث يقول المسيح عليه السلام: (وأما
أنتم فلا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماء).. وجاء في
يوحنا في (20 /18) قال المسيح: (إني أصعد إلى أبي وأبيكم
وإلهي وإلهكم)، وكلمة الأب (أبي وأبيكم)
تعني في لغة الإنجيل الرب أي ربي وربكم.
التفت إلي، وقال: ولهذا تجدني أخاطب دائما محبي
المسيح قائلا لهم: ألم تتضمن وصايا المسيح عليه السلام تعريفاً واضحاً لذات الله
العلي الكبير المتفرد، وهو يوافق تماما ما جاء في القرآن، فالله تعالى يقول:﴿ قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾(الإخلاص)، كما
جاء في القرآن الكريم أيضاً:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا
فَاعْبُدُونِ﴾ (الانبياء:25)