وقد التقيت به بعد اعتناقه الإسلام، وسألته عن
رحلته للإسلام، فقلت: تغيير الإنسان عقيدته ليس أمراً سهلاً، خاصة إذا كان هذا
الإنسان يحتل قمة الهرم الذي يدعو إلى هذه العقيدة.. فما الذي قادك إلى التغيير،
ومن ثم اعتناق الإسلام؟
تأمل قليلا فيما ذكرته له، ثم قال: الإنسان ـ مهما
علا شأنه ـ إذا كان صادقاً وجاداً في البحث عن الحقيقة، فإنه حتماً سيصل إليها
يوماً ما، وهذه الحقيقة التي سيصل إليها إما أنها تعزز ما يؤمن به، أو تهديه إلى
سبيل آخر..
قلت: أعلم تأثير الصدق ودوره الخطير في الوصول إلى
النتائج العظيمة.. وقد قال الصالحون (من صدق وجد).. ولكني أسألك عن طريق ذلك
الصدق.
قال: تلك قصة طويلة..
قلت: من أين تبدأ؟
قال: من الأناجيل.. فمن صدق في قراءة الإنجيل..
فستهديه لا محالة إلى القرآن.
قلت: هذه الأناجيل التي بين أيدينا !؟
قال: أجل.. هذه الأناجيل التي بين أيدينا.. فقد
كانت هي النور الأول الذي وصلت به إلى شمس محمد.
قلت: كيف تم ذلك؟
قال: من خلال أقوال المسيح التي وردت في الأناجيل،
فقد جاء في إنجيل يوحنا في الإصحاح الثامن فقرة 40 عندما همَّ اليهود بقتله: (ولكنكم
الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان