responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 379
النظريَّتين معاً، وهو أنَّ محمَّداً (ص) كان مجنوناً وكاذباً، فأولئك النَّاس يقترحون أساساً بأنَّه (ص) كان مخبولاً، وكنتيجةٍ لتوهُّمه فقد كذب وضلَّل النَّاس.

ولهذا اسمٌ في علم النّفس، وهو الميثومانيا Mythom(ص)ni(ص) أو المسُّ الأساطيريّ، وهو نزوعٌ مفرطٌ أو غير سويٍّ إلى الكذب والمبالغة، وهو يعني ببساطة أنَّ الإنسان يكذب، ثمَّ يصدِّق ما كذب.

وهذا هو ما يدَّعيه غير المسلمين عمَّا كان يعاني منه محمَّدٌ (ص) إلاَّ أن المشكل الوحيد الَّذي يواجهونه بخصوص هذه الحُجَّة هو أنَّ الإنسان الَّذي يعاني من الميثومانيا لا يمكنه التعامل مع الحقائق مطلقاً، مع أنَّ القرآن الكريم كلّه قائمٌ تماماً على الحقائق، فكلُّ ما فيه يمكن بحثه والتثبُّت من صحَّته، في حين أنَّ الحقائق تعتبر مشكلاً كبيراً للمصاب بالميثومانيا.

فعندما يحاول الطبيب النفسيُّ علاج أحد الَّذين يعانون من هذا المرض، فإنَّه باستمرارٍ يواجهه بالحقائق، فمثلاً، إذا كان أحدهم مريضاً نفسيّاً ويدَّعي قائلاً: (أنا ملك إنجلترا)، فإنَّ الطبيب النفسيَّ لا يقول له: (لا، أنت لست كذلك، بل أنت مجنون!) فالطبيب لا يفعل ذلك، بل بدلاً من ذلك يواجهه ببعض الحقائق قائلاً: (حسناً، أنت تقول بأنَّك ملك إنجلترا، لذا قل لي أين هي الملكة اليوم؟ وأين رئيس وزرائك؟ وأين هم حرَّاسك؟)

وعندما يكون لدى هذا المريض مشكلٌ في محاولته التعامل مع هذه الأسئلة، سيحاول إيجاد الأعذار: (آه...الملكة...ذهبت إلى بيت أُمِّها.. آه...رئيس الوزراء....حسناً، لقد مات)

وفي النِّهاية سيشفى من مرضه تماماً لأنَّه لم يستطع التعامل مع الحقائق، فإذا استمرَّ الطبيب النفسيُّ بمواجهته بحقائق كافية، فإنَّه بالنِّهاية سيواجه الواقع قائلاً: (أظنُّ بأنِّي لست ملك

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست