قال: لعلك رأيت
الذين يأسفون ويمتلئون حزنا عندما يرون المسلمين، وهم يذبحون ضحاياهم من الكباش.
قلت: أجل.. ويعتبرونها
مظهرا للقسوة.
قال: ولكنهم هم أنفسهم
الذين يذبحون البشر آلاف البشر في وقت واحد وبملايين القنابل دون أن يهتز لهم عرق
واحد.
قلت: أتقصد أن البشر وجهوا
الرحمة للحيوانات بدل البشر؟
قال: ليس مطلقا.. هم
يعذبون الحيوانات كما يعذبون البشر.. ولكن منطق الرحمة الذي انتكس عندهم جعلهم
يتعاملون مع الحيوانات معاملات شاذة ([408])..
في الغرب عندنا تصرف
البلايين على الكلاب والقطط.. في الوقت الذي يعيش فيه الملايين تحت مستوى الفقر.
يقول خبراء اجتماعيون من
جامعة بنسلفانيا: إن محبي الحيوانات في الولايات المتحدة وحدها ينفقون أكثر من
ثمانية بلايين دولار للاعتناء بحيواناتهم من القطط والكلاب.. أي أكثر من الدخل
الوطني في أكثر من دولة من دول العالم النامي([409]).
هذا ما ينفقه الشعب
الأمريكي المتحضر على الكلاب والقطط سنوياً.. يتم هذا في الوقت الذي يموت فيه
الآلاف من الجوع والأمراض الناتجة عن سوء التغذية في كثير من الدول
[408] انظر
الإحصائيات التالية في (الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر)، مجلة البيان، العدد2،
ص84.