قال: أجل.. وقد أقرت
بذلك.. أقرت بأن هذا مخالف لفطرتها، فقالت: (على أن الشيء الذي أود أن أسر به إلى
سائر النساء هو أنه لو لم تكن مهنتي هي التمثيل في السينما لما جرؤت على هذه
العملية خاصة أن فيها بعض المتاعب.. ومن ذلك: أني أمضيت أسبوعين أتنفس ليلا ونهار
من فمي، ولا أستطيع أن أنقلب على الوسادة عند النوم يمينا أو يسارا، وإلا ضاع أثر
العملية)
قلت: فالمرأة كانت تحت
سيطرة المخرجين الذين أرادوا أن تكون على صورة مقبولة لأذواقهم؟
قال: أجل.. هذه الحضارة
الشاذة صارت تفرض قوانينها البشر، وتغير جميع الأنماط التي عرفتها الحياة من قبل..
لقد قالت شبيلا جابل: (كنت في بداية العمل في السينما، وكان ذلك حوالي عام 1960
م ولم أكن اسمع من المخرجين الذين قدموني إلا العبارة التالية: (لن تمهري في
السينما، ولك هذا الأنف).. فإذا كان أنفي يحد من انطلاقي ويمنعني من الظهور أمام
الجمهور،وفكرت طويلا في الأمر، ثم عزمت على الإطاحة بهذا الأنف، وأسلمت نفسي لجراح
مشهور، وأجريت لي الجراحة)
سكت قليلا، ثم قال: أتعرف
الرحمة؟
قلت: أجل.. فليس بشرا من
لا يعرف الرحمة.
قال: ولكن هذه الحضارة
الشاذة انتكست الرحمة عندها..