responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 566
قلت: فهل نبدأ بحضارة الجاهلية؟

قال: لا يمكن أن تعرف فضل حضارة الإسلام من دون مقارنتها بحضارة الجاهلية..

قلت: فعن أي جاهلية تريد أن نتحدث؟

قال: بهذه الحضارة التي ذكر قومنا أنها نهاية التاريخ ([402]).. وأنها الأمل الذي انتظرته البشرية طويلا.

قلت: ألم يكونوا محقين؟


[402] هذا ما زعمه المفكر الأمريكي الياباني فرانسيس فوكوياما ( (ص) (ص)(ص) الذي طرح نظريته، أو فكرته، حول ( نهاية التاريخ )، وهو يختلف مع كل من لويس، هنتنجتون، ودانيال بايبس ( (ص)(ص) ) في ديمومة الصراع.

وهو يرى أن هذا الصراع كان قائماً بالفعل بين هذه الحضارات، ثم انتهى الآن لصالح الحضارة الغربية، بعد وصول البشرية إلى المرحلة الأخيرة من اكتمالها، أي بعد وصولها إلى النموذج الأوحــد، وهو الحضارة الغربية.. وقد انتهت زعامة العالم إلى هذه الحضارة، لذا وجب على جميع شعوب الأرض أن تنطاع لها.

أي أن النظام الغربي: الليبرالي في السياسة، والرأسمالي في الاقتصاد هما وحدهما النظامان اللذان يتناسبان مع الفطرة الإنسانية ؛ لأنهما اللذان يحققان ما في تلك الفطرة من نشْدَانٍ للكرامة ؛ فهما يمثلان لذلك نهاية التاريخ في هذا المجال، مجال النظم السياسية والاقتصادية، وأن هذا هو الذي يفسر سير العالم كله نحوهما.

وقد طرح هذه النظرية العنصرية في صيف 1989م بمقال نشره في مجلة (ص)(ص) ، وإن كان قد سبقه بها هيجل بقوله: ( إن تاريخ العالم يتجه من الشرق إلى الغرب، لأن أوروبا هى نهاية التاريــــخ عــــلى نحو مطلق، كما كانت آســـيا هى بدايته.. )

وقد كتب بعد عشر سنوات من صدور كتابه ذاك مقالاً تراجع فيه عن تلك الفكرة، وعزا تراجعه إلى أن فكرة الكتاب كانت قائمة على افتراض الثبات في الفطرة الإنسانية، وأن تتبعه للتطورات التي حدثت في علم الأحياء في هذه السنوات العشر، ولا سيما في مجال هندسة الجينات، أقنعته بأن العلم الطبيعي يمكن أن يغير الطبيعة البشرية! وإذا كانت الطبيعة البشرية متغيرة فإن النظم السياسية والاقتصادية المناسبة لها ستكون أيضاً متغيرة!!!

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست