قال: لن أطيق الحديث عن كل
شذوذ هذه الحضارة.. ولكني سأقتصر على نماذج بسيطة تستطيع أن تعبر منها إلى غيرها
من العظائم..
قلت: يمكنك أن تستدل
بالأمثلة..فهي عينات صالحة.
قال: أتعرف النوم؟
ابتسمت، وقلت: وكيف لا
أعرفه.. وأنا أقضي ثلث عمري نائما.
قال: لقد وضع البرنامج
الإلهي للنوم مواقيت محددة تتوافق مع الفطرة.. ووضع في نظام الكون ما يتوافق مع
هذا البرنامج.. لقد ذكر القرآن ذلك، فقال:﴿ وَهُوالَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ
نُشُورا﴾ (الفرقان:47).. وعد القرآن من نعم الله على عباده
أن جعل الليل بصورة معينة تتناسب مع حاجة الإنسان الجدسية إلى الراحة، فقال:﴿ قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ
[403] استفدنا الكثير
من المعلومات حول هذا العنصر من مقال جيد للكاتب الكبير فتحي يكن بعنوان (فـقـــه
الـفـطـــرة) نشرته مجلة المجتمع، 1414.