قال: لقد نطق القرآن ـ
كتاب الحقائق الأكبر ـ فقال على لسان موسى عندما سأله فرعون عن الله:﴿ قَالَ
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (طـه:50)
فالله جعل لكل شيء برنامجا
يسير عليه.. وهذا البرنامج هو الفطرة.. والخروج عنها هو الشذوذ.
والشذوذ هو نوع من
الصراع.. ولكنه صراع مع الداخل.
وأما السلام.. فهو الفطرة
التي تحكم العلاقات بين الكائنات.. وهي التوافق والتكامل والانسجام.. فإذا خرج
عنها كان صراعا.. وكان في نفس الوقت شذوذا.
قلت: فهمت قصدك.. أنت
تريد أن تقول بأن الفطرة هي سلام الداخل، والسلام هو فطرة الخارج.
قال: أجل.. وقد طبقت هذه
المقاييس على جميع أنواع الحضارات.. فلم أجد حضارة تكتمل لها الفطرة مع السلام إلا
في الإسلام.
قلت: هذه دعوى..
والدعاوى إن لم تقيموا
عليها بينات فأبناؤها أدعياء
قال: الحياة كلها
والمجتمعات كلها دليل على صدق هذه الدعوى..