قال: لقد طفت
الحضارات البشرية جميعا، وبحثت في تراثها وآثارها.. وسألت إنسانها وبنيانها.. فلم
أجد حضارة أطهر ولا أصفى ولا أرفع من الحضارة التي أقامها محمد.
قلت: لكأني بك أحدهم.. فمن
أنت؟
قال: أنا (كوستاف لوبون)..
قلت: المستشرق العاشق
لحضارة المسلمين.
قال: أنا الباحث عن
الحضارة التي تحفظ الأكوان.. وترفع الإنسان.
قلت: لقد كنت مشتاقا
للقائك لأسألك عن سر ذلك التفاني الذي أبديته تجاه حضارة المسلمين.
قال: يسرني أن أجد من
يسمعني.. فأنا لا أبشر إلا بذلك.
قلت: فهل وضعت مقاييس تميز
بها الحضارات؟
قال: لم أضع أنا.. ولكن
الحقائق الأزلية التي وردت في القرآن.. والتي تنطق بها العقول التي لا تزال عقولا
هي التي وضعت تلك المقاييس.
قلت: فهل هما مقياسان؟
قال: أجل.. ولكنهما
يؤولان إلى واحد.
قلت: ما هما؟
قال: الفطرة والسلام..
وكلاهما يؤول إلى الفظرة، وكلاهما يؤول إلى السلام.