قلت: أجل ذلك ما صحيح.. وقد قال الشاعر يبين الدور العظيم الذي قام به الشعر في هذا المجال:
ولولا خِلالٌ سَنَّها الشِّعْرُما درى بناةُ المعالي كيفَ تُبْنى المكارمُ
التوحيد:
قلت: عرفت الغاية الأولى من غايات الفن.. فحدثني عن الغاية الثانية.
قال: الغاية الثانية هي التوحيد.. وهي عبودية الفن لله.
قلت: ما تقصد؟
قال: لقد عرفنا كيف توجهت الفنون في جميع الجاهليات إلى خدمة الآلهة المزاحمة لله.
قلت: أجل.
قال: مقابل هذا، فقد توجه الفن الإسلامي إلى التوحيد الذي يملأ القلوب معرفة لله ومحبة له.
قلت: أين أجد هذا في الفن الإسلامي؟
قال: اذهب إلى دواوين الصالحين الكثيرة لترى تلك الأشعار الرقيقة في محبة الله وذكر
[399] ) الترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة.