قال: فاذهب إلى تلك
المجالس التي تترنم بتلك القصائد لتحولها إلى ألحان تموج بجميع معاني الإيمان.
قلت: قد سمعت بعضها وأثرت
في نفسي تأثيرا عميقا.
قال: فقارن ذلك بما تسمعه
من قومك من أنواع الغناء والموسيقى التي تملأ النفس بالضياع والقلب بالألم.
***
ما وصل (سير هاملتون جيب)
من حديثه إلى هذا الموضع حتى سالت دموع حارة من عينيه لم يملك حبسها، فقلت له: ما
يبكيك؟
قال: أمران.. كلاهما ملأ
قلبي بحزن وانقباض وكآبة.
قلت: ما هما؟
قال: أما أولهما فهو من
آلت إليه قيادة الفن في عصرنا.
قلت: ما به؟
قال: هم لم يكتفوا بما وصل
إليه الإنسان من انحراف عن إنسانيته، بل راحوا يعمقون هذا السقوط.. فكل يوم ينتج
لنا الشياطين الذين يحتكرون وسائل الإعلام من ألوان الغثاء ما يزيد به