responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 541
فالداروينية ولدت فى النفسية الأوربية شعورين عميقين لا يمكن للفن الأوروبى مهما تعددت مدارسه ومناهجه إلا أن يكون تعبيراً عن أحدهما:

أما الأول، فحيوانية الإنسان التى تلغى المشاعر الروحية تماماً، وتجعل الكائن البشرى كتلة من اللحم كأى حيوان آخر لا هم له إلا إرواء غرائزه البهيمية، والحصول على أكبر قسط من المتاع الجسدى المحض.

وأما الثاني، فالشعور بتفاهة الحياة وحقارتها ونفى أي غاية سامية لوجودها، وهو الشعور الذى عبرت عند مدارس الضياع المختلفة تحت أسماء وشعارات شتى([391]).

وأما الفرويدية، فقد عمقت الاتجاه الحيواني موصلة إياه إلى الحضيض.. وقد صاغته فى فلسفة نظرية منمقة تجعل الوصال الجنسى هو الغاية والوسيلة، بل تجعله محور الحياة ومحور البحث ومناط التفكير وعلة العلل.

وعمقت كذلك الشعور بالضياع والحيرة، لأن فلسفتها الجنسية ـ حول العقل الباطن واللاوعى واللاشعوري والأنا المثالية ـ قدمت العوض المعاكس للإيمان والإحساس الروحى.

قلت: هذه البذور.. فما الثمار؟

قال: لا يجنى من الشوك إلا الشوك.. لقد جنينا وجنت أخلاقنا وقيما من ذلك الزقوم الذي غرسه أولئك الشياطين ما لا نزال نصلى بناره.


[391] كما سنرى في هذا المبحث.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست