قال: بسبب ضغوط الواقع ارتددنا على الواقعية.. فسقطنا في أوحال اللامعقول.
قلت: اللامعقول!؟
قال: أجل.. ونحن لا نزال نئن تحت وطأة هذا النوع من الفن.
قلت: كيف سقطنا كل هذا السقوط؟
قال: لقد اجتمعت أسباب كثيرة.. أهمها الدجالون..
قلت: الدجالون!؟
قال: أنت تعرفهم.. ولعلك مررت في حياتك بمن حدثك عنهم([390]).
قلت: من تقصد؟
قال: من أعطوا صورة للإنسان انحرفت بها عن معنى الإنسان.. فصار الإنسان غير الإنسان.
قلت: فهمت قصدك.. أنت تريد داروين.. وماركس.. وفريزر.. وفرويد وغيرهم من بناة الفكر الذي تنبني عليه هذه الحضارة.
قال: أجل.. وقد كان لداروين وفرويد أعظم الأثر فى ذلك:
[390] انظر الفصول السابقة، خاصة (قيم) و(إنسانية)