قال: أول ثمرة جنيناها من
شعورنا بحيوانيتنا وضياعنا هو الإباحية المفرطة..
قلت:اسمح لي بأن
أصارحك بأننا في جميع مراحلنا تاريخنا الأدبي والفني لم ننفك عن الإباحية.. لقد
قال برنتن: (إن الخشونة والفحش من الصفات الدائمة تقريباً فى ثقافتنا الغربية)([392])
فالأغانى البذيئة ومثلها
المسرحيات المبتذلة فى عصر النهضة، ثم عبادة اللذة والجمال فى الرومانسية، ثم
الدعوة الصريحة إلى الفجور فى الأدب الواقعى.. وتظل الصورة تفحش إلى أن تصل إلى
الأدب المكشوف.
قال: وقد كان هذا النوع
من الفن الذي سقطنا فيه مرحلة خطيرة من مراحل سقوطنا في حمأة الرذيلة..
لقد ظهر فنانون كثيرون في
ذلك العصر كرسوا فنهم وحياتهم كلها للإباحية..
لن أحتاج لذكر أمثلة
لذلك.. فأنت تعرف (الفريددى موسيه) شاعر (الليالى) الذى كان أبيقورياً بأوسع معانى
الكلمة.
ومثله (بروسبير) صاحب قصة
(كولومبيا).. وألكسندر دوماس، الكبير والصغير.. الصغير المشهور بقصة (غادة
الكاميليا).. والكاتبة العربيدة (جورج ساند) صاحبة (ليليا) و(أنديانا).. وغيرهم
كثير.