responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 531
وعندما نشأ أدب علمانى عامى لم يجد إلا أن يصدر من نفس التمتع الوثنى بخيرات الحياة الرفيع منها والوضيع، فالشعراء المغنون (التروبادور) حولوا الفروسية المسيحية إلى تمجيد للحب الإنسانى … ومن الجدير بالملاحظة أن أكثر هذه القصائد صراحة وواقعية نشأت من الثقافة البرجوازية فى المدن، فالأقاصيص الفرنسية البذيئة وصفت بصورة حاذقة التمتع بضروب الحياة كما كان يحصل فى الواقع وتميزت بشغف خاص بسرد قصص الماكرين الأوغاد ومثالب الكهنة كما نجد ذلك فى قصائد شوسر ومعرض صور الأوغاد التى رسمها بوكاشيو.

لقد رسم بعضهم صورة للفن في ذلك العصر، فقال: (انفجرت العاصفة بكامل عنفها على رأس الراهب، ذلك أن فشل الراهب فى تحقيق الطهارة التى بشر بها جعلت أدب القرون الوسطى منذ ولادته يعطى لزلات الراهب صورة أكثر بشاعة، وصورته بأنه أكثر حيوانية من سواه، وجاء أحذق الإيطاليين وأجرؤهم إطلاقاً لورنزفالا … فأنكر فى كتابه (حياة الرهبانية) كل قيمة للتقشف والقداسة، وذهب أبعد من ذلك فى رسالته عن اللذة التى يتفق فيها مع المذهب الأبيقورى، فأعلن أن المرأة المتزوجة بل المستهترة أيضا هى أفضل من الراهبة، لأنها تسعد الرجل أما الراهبة فهى تعيش فى تبتل لا فائدة منه، وينعت موت الإنسان فى سبيل بلاده أو من أجل أى مثل أعلى بأنه لا يقره العقل.

وهذا التحول المفاجئ يوحى فى بعض الأحيان بالرجوع إلى ما يشبه الوثنية الخالصة، ويمثل الفن الإيطالى أحسن تمثيل المزج الكامل بين المسيحية والوثنية فلو ألقينا نظرة على بعض الرسوم الشهيرة هل نستطيع التفريق بين الله والملاك والعذراء والصبى وكيوبيد والقديس)

وقال: (ثار الإيطاليون على الأخلاق المسيحية، واستبدلوا بها مجرد التمتع بالملايين من أشكال الجمال … لكن الشعوب الشمالية وجدت فى الحياة أكثر من الجمال وقد مثل هذه الروح فيما

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست