وبذلك بدأ الانحراف الثاني
للفن.. وهو الانحراف عن غاية التهذيب..
وذلك شيء منطقي.. فكل فن
يبتعد عن التوحيد لابد أن يبتعد عن التهذيب.. ويكون بعده عن التهذيب بقدر بعده عن
التوحيد.
وبما أن هذا المذهب ابتعد
كثيرا عن التوحيد.. فقد ابتعد بمثل ذلك عن التهذيب..
لقد عاد المذهب المناهض
للكنيسة وللرهبانية، فأحيا الإباحة الرومانية، وأعاد معها إحياء المذهب الأبيقورى
فى التمتع بضروب الملذات والانغماس في الشهوات الجسدية.
وهكذا كان عصر النهضة يتسم
بطابع كلاسيكى خاص يقدس الجسد، ويعبد اللذة فى وقت لا تزال الرهبانية فيه هى المثل
الأعلى، ووجه زعماء ذلك العصر أنظار الناس إلى مثالب الرهبانية بحجة منافاتها
(للإنسانية)، وهو الوصف الذى كانوا يتسترون به.