كما دعا إلى تطبيق
مبدأ جديد على الحياة الأوربية آنذاك، وهو مبدأ التسامح الديني وإعطاء الحق لكل
إنسان في أن يعتنق ما يشاء ويكفر بما يشاء من الأديان والمذاهب.
قلت: فكيف سكتت الكنيسة
على هؤلاء؟
قالت: لقد ظل صوتهم خافتاً
أمام بطش محاكم التفتيش، وضغط المجتمع الذي كان يدين بالمسيحية ويراها جزءاً من
كيانه.. ولذلك لم يحرقوا.. ولكن تراثهم مع ذلك تعرض للحرق والمصادرة كما تعرضوا
شخصياً للإيذاء والمضايقة من قبل الكنيسة.. إلى أن تفجر البركان العلمي في كل مكان
والخلافات الداخلية بين الطوائف المسيحية شغلتها عن إعطائهم ما يستحقون من
الاهتمام.
كما أن النظريات الجديدة
عن الكون في هذا القرن قد غمرت الأفكار الفلسفية، واستأثرت بالاهتمام البالغ من
قبل الأوساط الدينية والعلمية على السواء.
قلت: فهل توقف النقد عند
ذلك الحد المؤدب؟
قالت: بل تجاوز النقد حد
الأدب ليفسح الأمر لإله العقل الذي خلف إله الكنيسة..
لقد ظهر فولتير الذي كان
أعدي أعداء الكنيسة آنذاك.. لقد نقد الكنيسة نقدا لاذعا..
وكان أول ما انتقده
العقيدة المسيحية في التثليث وتجسيم الاله والصور المقدسة وأنحى باللائمة على بولس
الذي طمس المسيحية وحرفها، ولذلك كان الإيمان بالمسيحية في نظره هو (الاعتقاد
بأشياء مستحيلة أو بأشياء تستعصي على الفهم فالحية تتكلم والحمار يتحدث وحوائط
أريحا تتساقط بعد سماعها صوت الأبواق، إن الإيمان على هذا النحو هو على ما يقول
أرازم هو