أما الخطيئة الأولى
فيرفضها فولتير، ويعتبرها إهانة لله واتهاماً له بالبربرية والتناقض، وذلك للتجرؤ
على القول بأنه خلق الأجيال البشرية وعذبها لأن أباهم الأول قد أكل فاكهة من
حديقته([334]).
وقد انتقد فولتير الطقوس
السبعة نقدا مريرا، وسخر من الكتاب المقدس سخرية لاذعة تتجلى في قوله تعليقا علي
معلومات التوراة الجغرافية: (من الواضح أن الله لم يكن قويا في الجغرافيا).. وقوله
عن صيام المسيحية (دواء للفقراء لا يتعاطاه الأغنياء)، ويري (أن الطقوس والشعائر
والعبادات و الاحتفالات الدينية جرائم محلية يعاقب عليها كل من يزاولها لأنها ضارة
بالمجتمع خاصة إذا تمت في صورة أضاح وقرابين)
أما آراؤه السياسية، فقد
عبر عنها بقوله: (إن التوحيد بين الدين والدولة لهو أبشع نظام لذلك يجب إلغاؤه
وإقامة نظام آخر يخضع فيه رجال الدين لنظم الدولة ويخضع فيها الراهب للقاضي)
وقال: (إنه لا يمكن طاعة
البشر باسم طاعة الله لابد من طاعة البشر باسم قوانين الدولة)([335])
[335] وقد كان
فولتير صرح ببعض التصريحات ضد الإسلام قبل أن يعرفه، ولكنه بعد معرفته أعلن توبته
عن مواقفه من الإسلام، ومن محمد ولكن الأضواء لا تسلط إلا
على أقواله الأولى، أما أقواله الأخيرة فقد طُمست، فهو يعترف بأنه كان ضحية
الأفكار السائدة الخاطئة:( قد هدم محمد الضلال السائد في العالم لبلوغ الحقيقة،
ولكن يبدو أنه يوجد دائماً من يعملون على استبقاء الباطل وحماية الخطأ)
ثم يقول في
قاموسه الفلسفي:( أيها الأساقفة والرهبان والقسيسون إذا فُرض عليكم قانون يحرم
عليكم الطعام والشراب طوال النهار في شهر الصيام.. إذا فرض عليكم الحج في صحراء
محرقة.. إذا فُرض عليكم إعطاء 2,5 بالمائة من مالكم للفقراء.. إذا حُرِّم عليكم
شرب الخمور ولعب الميسر.. إذا كنتم تتمتعون بزوجات تبلغ ثماني عشرة زوجة أحياناً،
فجاء من يحذف أربع عشرة من هذا العدد، هل يمكنكم الإدعاء مخلصين بأن هذه الشريعة شريعة
لذّات؟! )
ويقول:( لقد قام
الرسول بأعظم دور يمكن لإنســان أن يقوم به على الأرض… إن أقل ما يقال
عن محمد أنه قـــد جاء بكتاب وجاهد، والإسلام لم يتغير قط، أما أنتم ورجال دينكم
فقد غيرتم دينكم عشرين مرة )