قال يوحنا: صدقت يا ملاخي.. لقد كان لي اهتمام خاص
بيوحنا.. وقد عرفت أن حقيقته هي ما ذكرته.. لقد كان يوحنا مثل المسيح كلاهما
يبشران بمحمد.
اسمعوا إلى هذه البشارة التي نطق بها يوحنا، وهو
يحذر بني إسرائيل من الغضب الآتي الذي سيسلطه الله عليهم: (والآن قد وضعت الفأس
على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار، أنا أعمدكم
بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو
سيعمدكم بالروح القدس ونار)(متى 3/10-11)
قال صفتيا: نحن نقرأ في هذه البشارة تبشيرا
بالمسيح.
قال يوحنا: لا.. لقد كنت أقول ذلك، ولكني عرفت بعد
ذلك أن المقصود هنا هو محمد.
قال صفتيا: فسر لنا ذلك.
قال يوحنا: أنتم تعلمون أن يوحنا المعمدان، وهو
الذي يطلق عليه المسلمون اسم يحيى، كان نبياً معاصراً للمسيح، بل كان ابن خالته.
وقد كان المسيح يعظم يوحنا كثيرا، وكان يقول عنه: (الحق
أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان)(متى 11 : 11)
والكتاب المقدس ـ مع هذا الثناء الذي يصبه على
يوحنا ـ لم يذكر ليوحنا أي معجزات، ولا أي تعاليم خاصة به، لأنه لم يأت بأي شرائع
أو قوانين جديدة.