وفي الترجمة
الحديثة (أرسل ملاكي)، وفي القديمة (أرسل رسولي).. وفي بعض الطبعات (يأتي السيد)،
وفي بعضها (الولي)، وفي أخرى (إيليا)
زيادة على ذلك.. فإن في نصوص الأناجيل تحريف
للاقتباس من ملاخي الذي استعمل ضمير المتكلم (الطريق أمامي)، وفي الأناجيل أصبح
الضمير راجعاً على المسيح (يهيئ طريقك قدامك)
كما أن التحريف قد طال كلام المسيح والمعمدان حين
زعم الإنجيليون أن المسيح اعتبر المعمدان هو الممهد لدعوته: (هذا هو الذي كتب عنه:
ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك)(لوقا 7/26)، وأنه سماه إيليا
المنتظر: (ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه.. حينئذ فهم التلاميذ أنه
قال لهم عن يوحنا المعمدان)(متى 17/12 - 13)
ومن التحريف قولهم أن المعمدان أخبر أن القوي الذي
بشر بقدومه بعده هو المسيح:(ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي
بعدي الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه.. وفي الغد نظر يوحنا
يسوع مقبلاً إليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم، هذا هو الذي قلت
عنه: يأتي بعدي رجل صار قدامي، لأنه كان قبلي)(يوحنا 1/26-40)
قالوا: ما بالك تجازف فتتهم الإنجيليين بالتحريف؟
قال: أنا لا أتهمهم.. ولكن مقارنة النصوص أوصلتني
إلى هذه النتيجة.. زيادة على أن يوحنا المعمدان أنكر أن يكون هو النبي إيليا
الممهد بين يدي السيد القادم، فقد نفى هو ذلك عن نفسه لما جاءه رسل اليهود من
الكهنة واللاويين ( ليسألوه من أنت؟ فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست