رأيته وقد اشتد عليه ما سمعه، لكنه حاول أن يستر ذلك، ثم قال: من أراد أن يعرف الحقيقة، فعليه أن يتخلص من كل حجاب يحول بينه وبينها.
قلت: وما هي هذه الحجب؟
قال: الهوى، وطموح النفس، ونوم العقل.
قلت: أينام العقل؟
قال: النائم قد يستيقظ.. والخوف من موت العقل لا من نومه.
قلت: ولكن العقل قد يعقلنا عن المسيح.
قال: وقد يقربنا منه..
قلت: يستحيل هذا.. فالعقل أضيق من أن يعرف أسرار المسيح.
قال: وأسرار المسيح أعظم من أن نفهمها بعقول نائمة أو ميتة.. إننا نصير حينها كالمجانين.
قلت: أنت تخالف ما لقنته من علوم.. فمن أنت؟.. لكأني بي أعرفك.. وكأني بي لا أعرفك.
قال: من بحث فيما لا يعنيه، أوشغل عقله بما لا يغنيه، شغله الفضول عن الأصول، أوقطعه الفضول عن الوصول.
قلت: عن أي أصول.. وعن أي وصول؟
قال: الوصول إليه.. وأصول التعرف عليه.