يعرف
الله يسمع حديثنا، ومن لم يكن من عند الله لا ينصت لنا، ومن هنا تمكن من التمييز
بين روح الحق وروح الضلالة)(رسالة الأولى ليوحنا 4 / 12- 7)
فهذه الجمل تشير إلى استخدام لفظة (الروح) وإشاعتها
فى غير (روح القدس) بل إن ذيل الآية يشير بصراحة إلى أن كل شخص يدعو إلى الحق والصواب،
يكون روحا حقيقية وكل فرد يدعو إلى الضلالة تكون روحه روح ضلال.
قلت: وما تقول في قول المسيح بحق البارقليط:(إن
العالم لا يتمكن من قبوله، لأنهم لن يرونه ولن يعرفونه)، فى الوقت الذى عرف فيه
محمد وشاهده الآلاف من الأشخاص؟
قال: المقصود من المشاهدة أو الرؤية هو المعرفة
ببصيرة الفؤاد، وهذا ما حصل بالفعل للمسيحيين الذين لم يتعرفوا على رسول الإسلام
أو لم يروه.
واستعمال الرؤية بهذا المعنى معروف ويرى بكثرة فى
العهدين، فمن ذلك أننا نقول:(إن فلانا يمتلك فهما ولا يفهم، ويمتلك عينا، ولكنه لا
يبصر بها)، وقد قال أشيعا بحقهم:(ستسمعون باتصالهم ولكن لن تفهموا، نظروا ولكنهم
لم يروا شيئا، أو يسمعوا شيئا)(إنجيل متى (13 / 13 – 14)
وهكذا بالنسبة للمعرفة حيث لم يتعرف على حقيقة
رسول الإسلام بشكل كامل كل أولئك الذين يعيشون في العالم، وفى أغلب الأحيان لم
يتقبلوه، أى لم يتعرفوا عليه..
وهذا الاستعمال موجود بكثرة فى كل اللغات، وحتى فى
نفس الإنجيل، كما ورد:(لا يعرف الابن غير الآب)(إنجيل متى (11 / 27) على الرغم من
أن المسيحيين كلهم عرفوه.