ومن ذلك ما ورد في يوحنا: (قالوا له : أيها الأب
أين أنت ؟ فأجاب يسوع أنتم لا تعرفوننى ولا تعرفون أبى، ومتى ما تعرفتم على تعرفتم
على أبى) (إنجيل يوحنا:8 / 19))، وبناء على هذا فإن القصد من عدم رؤية العالم
للبارقليط تعنى عدم إدراكهم لحقيقته الكاملة.
قلت: لقد وعد المسيح الحواريين وبشرهم فى الوقت
الذى جاء محمد بعد 600 سنة من ذلك الوعد، وفى زمانه لم يبق أحد من الحواريين.
قال: نعم … هذا صحيح … لقد كان المخاطب هم الحواريون.. ولكن هل كل نص
خاطب به المسيح الحواريين خاص بهم … وينجم عن هذا أن كل نص خاطب به المسيح اليهود أو غيرهم،
خاص باليهود أو بغيرهم.. وبذلك يمكن أن نميت دعوة المسيح في مهدها، أو نميتها بموت
من كان يخاطبهم.
ثم ألم تسمع المسيح، وهو يقول في (إنجيل متى :
26/64)في خطاب رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع: (وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن
الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء) مع أن هؤلاء المخاطبن قد
ماتوا، ومضت على موتهم مدة هي أزيد من ألفي سنة، وما رأوه آتياً على سحاب السماء،
فكما أن المراد بالمخاطبين ههنا الموجودون من قومهم وقت نزوله من السماء، فكذلك
فيما نحن فيه المراد الذين يوجدون وقت ظهور بارقليط.
قلت: صحيح هذا.. ولكن المسيح قال بصدد البارقليط (سيبقى
معكم وفيكم)، فهل يمكن أن يبقى محمد فى شخص ما؟
نعم يمكن أن يكون شخص مع شخص آخر، ولكن كيف يكون
أحد ما فى شخص آخر؟
قال: في هذه البشارة دلالة صريحة على أن هذا
الموعود سيكون خاتما للرسل، ولذلك