يجوز في حقه أن يقال أنهم
ما كانوا يستطيعون حمله، لأنهم استطاعوا حمل سقوط حكم تعظيم السبت الذي هو أعظم
أحكام التوراة، الذي كان اليهود ينكرون كون المسيح مسيحاً موعوداً به لأجل عدم
مراعاته هذا الحكم.
فقبول سقوط جميع الأحكام كان أهون عندهم، نعم قبول
زيادة الأحكام لأجل ضعف الإيمان، وضعف القوة إلى زمان صعوده كما يعترف به علماء
بروتستنت، كان خارجاً عن استطاعتهم. فظهر أن المراد ببارقليط نبي تزاد في شريعته
أحكام بالنسبة إلى الشريعة المسيحية ويثقل حملها على المكلفين الضعفاء.
بعد هذا اسمح لي أن أجيب على ما ذكرت من تساؤلات..
أنتم تذكرون أن البارقليط روح حقيقية، وذلك لا يمكن
أن يتعلق بمحمد لكونه إنسانا وليس روحا.
قلت: أجل.
قال: والجواب عن ذلك هو أن لفظ (الروح) التى
استعملت فى روح القدس يمكن استخدامها فى مطلق الإنسان الذى يمتلك روحا ملهمة
بالفجور أوالتقوى.
وقد استعمل لفظ (الروح) بالمعنى الثانى في الكتاب
المقدس كثيرا، ومن ذلك ما جاء فى الرسالة الأولى ليوحنا: (أيها الأحبة لا تصدقوا
كل روح، بل عليكم اختبار الأرواح على أنها من الله أومن غيره، لأن الأنبياء
الكذابين ازدادوا فى العلم فمن هنا نعلم أن كل روح تتجسد فى عيسى المسيح هى من
الله، وكل روح تتنكر لتجسد عيسى ليست من الله وهكذا تلك الروح المخالفة للمسيح،
وأن الدجال الذى سمعتم به بأنه سيأتي، موجود فى العالم نحن من عند الله وكل من