لست أدري كيف قلت: ولكن محمدا لم يجئ لتوبيخ العالم..
فأنتم تذكرون أنه جاء ﴿ شَاهِداً وَمُبَشِّراً
وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيرا﴾
(الأحزاب:45 ـ 46)
قال: إن الإنذار الذي ذكرته يدل على هذا التوبيخ..
فالتبشير للصالحين، والإنذار للفاسقين الكافرين.. وبكليهما يمتلئ كتاب المسلمين
المقدس.
ثم إن المسيح ذكر أن هذا الموعود سيوبخ العالم،
وهذا ما حصل، فرسالة محمد كانت رسالة عالمية.. وهذا لن ينطبق على الروح القدس لأنه
لم يوبخ، ولم يبين مساوئ اليهود والأمم ؟
وقد قال المسيح :(أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون
بي)، وهذا لا ينطبق على الروح الإله لأن التلاميذ ساعة نزوله كانوا مؤمنين بالمسيح
نبيا، إنما ينطبق على نبى الإسلام، لأنه وبخ (بين مساوئ) اليهود فى عدم إيمانهم
برسالة المسيح، ووبخ غير اليهود الذين ألصقوا بالمسيح صفة الربوبية، والذين
أنكروه أصلا، وأنكروا رسالات السماء.
التفت إلي، وقال: ما الجديد الذي جاء به الروح
النازل يوم الدار، والذي جعل المسيح يخاف عليهم أن لا تكون لهم القدرة على تحمله؟
قلت: لقد أمر الحواريين بعقيدة التثليث، وبدعوة أهل
العالم كله.
قال: فأي أمر حصل لهم أزيد من أقواله التي قال لهم
إلى زمان صعوده.
نعم بعد نزول هذا الروح، أسقطوا جميع أحكام التوراة
التي هي ما عدا بعض الأحكام العشرة المذكورة في الباب العشرين من سفر الخروج، وحللوا
جميع المحرمات، وهذا الأمر لا