كثيرة.. صدقني..
لقد عبثت الترجمات كثيرا بشرف الكتاب المقدس([61]).
مع أن كلامه في غاية الوضوح إلا أني حاولت الفرار
بما تعلمته من أساليب، فقلت: أرى أن ما ذكرته من العودة إلى الترجمات، لا يكفي
للدلالة على الأمر الخطير الذي ذكرته..
قاطعني، وقال: لا بأس.. فنلتمس سبيلا آخر.. فما
أكثر سبل الحق.
أنتم تعتبرون البارقليط هو الروح القدس.. أليس
كذلك؟
قلت: ولا نشك في ذلك.
قال: ثم تعتبرونه شخصا قائما بذاته.
قلت: لا نعتبره شخصا فقط، بل هو الأقنوم الثالث من
أقانيم الإله الواحد.
قال: هذا ما تقولونه.. لكن ما يقوله الكتاب المقدس
مختلف تماما، فالعهد الجديد يصف الروح القدس بأنه شئ آخر غير شخصى، أي أنه ليس
شخصية مستقلة، وما دام كذلك، فهو ليس (الأقنوم الثالث) للثالوث.
قلت: أين ترى هذا في الكتاب المقدس؟
قال: ألستم تقرأون في لوقا: (فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون
أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالأحرى الأب الذى فى السماء يعطى الروح القدس
للذين يسألونه)(إنجيل لوقا (11/13)) فالروح القدس يمكن اعتباره حسب هذا النص هبة
من الله.