كما نلاحظ من النبوءة التي
تقول: (لكن أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم
المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم)(إنجيل يوحنا:16: 7)، أي أنه إذا لم يذهب لا
يأتي، ولكن إذا ذهب المسيح جاء هذا الموعود.
فمجيء هذا الموعود رهن بذهاب المسيح.. فأجبني
واصدقني.. هل كان الروح القدس يساعد المسيح في وظائفه أم لا؟
لم أملك إلا أن أجيب بالإيجاب، فقال: بل كان الروح
القدس يساعد الحواريين أيضا في مهامهم التبشيرية الوعظية والانتقالية، أليس ذلك
صحيحا؟
قلت: بلى..
قال: ولا يمكنك أن تقول غير ذلك.. فأنت تقرأ في
إنجيل يوحنا، نفس الإنجيل الذي وردت فيه هذه النبوءة: (فقال لهم يسوع أيضا سلام
لكم، كما أرسلني الأب أرسلكم أنا، ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس)
(إنجيل يوحنا:20 : 21 ـ 22)
صمت قليلا، ثم قال: ألم يرد في البشارة أن ذلك
الموعود سوف يكشف عن أمور يجهلها المسيح نفسه؟
ولو كان المسيح قد جاء بجميع الحق لما كانت هناك
حاجة لأن يأتى نبى من بعده يحل للناس جميع الحق.. وهذا يعني أن هذا البارقليط
الموعود سيكون مثل المسيح، بشرا نبيا، وليس روحا.
التفت إلي، ثم قال: ألا ترى أنه بالعودة إلى اللغة
الأصلية التي ألف بها الإنجيل تتضح أمور