ساد صمت خاشع المحل الذي نجلس فيه، فقال: ليس هذا
فقط.. لقد ورد في نبوءة إرميا قوله بعد قوله السابق: (فقلت آه يا سيد الرب: إني لا
أعرف أن أتكلم لأني ولد، فقال الرب لي: لا تقل: إني ولد لانك الى كل من أرسلك إليه
تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به) (إرميا: 6 ـ 7)
قلت: أهذه الفقرات تشير إلى محمد؟
قال: بل تكاد تنطق باسمه.
قلت: كيف ذلك؟
قال: أنت تعلم أن محمدا كان أميا.. وكان لا يعرف
القراءة والكتابة كالأولاد الصغار.. ولهذا ذكر عدم قدرته على القيام بما كلف به.
قلت: أجل.. أعلم ذلك.. والتاريخ يثبت ذلك بالأسانيد
الصحيحة.
قال: فهذا النص يثبت هذه الصفة، ويجعلها دليلنا
إليه.
زيادة على هذا.. فإن النص يبين خاصية ذكرت لمحمد وهي
أنه يتكلم بكل ما أمر به.. وهو يدل على أن كل كلامه وحي من الله، وقد ثبت ذلك في
قرآنه، فقد ورد فيه:﴿ وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
(النجم:3 ـ 4)
وهو يشير إلى شيء آخر له أهميته، وهو أن هذا المبشر
به أكمل رسالة ربه، وأداها أحسن أداء، وقد ورد في كتاب محمد ما يشير إلى هذا، فقد
جاء فيه :﴿ الْيَوْمَ يَئِسَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا