قال: لا.. لقد كان كل سبط من إسرائيل يشكل حضيرة
خاصة.. فلهذا كان قصده من سائر الحظائر، أي الأسباط الإحدى عشر الأخرى.
قلت: فهل ينطبق هذا النص على محمد؟
قال: أجل.. فهو الوحيد الذي يخبر أنه أرسل إلى
الناس كافة.. وقرآنه يثبت ذلك.. ورسائله التي أرسلها إلى ملوك زمانه تثبت ذلك.
سكت قليلا، ثم قال: ليس هذا فقط.. إن صدر هذه
النبوءة، وهو قول إرميا: (قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك)
ينطبق تمام الانطباق على محمد.
قلت: كيف؟
قال: لقد أخبر القرآن الكريم أن الله تعالى أخذ
الميثاق على كل نبي بعثه من لدن آدم، إلى المسيح أنه مَهْمَا آتى الله أحدَهم من
كتاب وحكمة، وبلغ أيّ مبلَغ، ثم جاءه رسول من بعده، ليؤمنَنَّ به ولينصرَنَّه، ولا
يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته.
ومحمد a هو
الذي جاء بالحق مصدقاً لما معهم بدليل قوله تعالى عنه :﴿ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾
(الصافات:37)، وقوله تعالى:﴿
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ