ثم انصرفت.. وقد تركتني محتارا في رؤياي، لا أجد
لها تأويلا.. ولا أجد من ألجأ إليه ليفسرها لي.
في الصباح جاءني أخي التوأم الذي يشبهني وأشبهه،
فقصصتها عليه، وسألته عن سرها، فسكت برهة، ثم قال: ليس هناك غير المسيح.. ولن
يخلصك غير المسيح.. فلا تبحث عن أي أشعة.. فليس هناك غير شمسه.
قلت: ولكنها ذكرت أشياء كثيرة.. أشياء كثيرة لا
أراها تنطبق على المسيح الذي أعرفه.
نظر إلي نظرة فيها بعض القسوة، وقال: لا تشتغل
بالأحلام.. واشتغل بما يقربك من المسيح.. فمن اقترب من المسيح نال من أشعته ما
يحميه من كل ظلمة، ويدفئه من كل برد.
قلت: فكيف أقترب من المسيح؟
قال: هو ذا الكتاب المقدس أمامك.. وهي ذي أسفار
القديسين تمتلئ بها مكتبة بيتك.. وهي ذي الكنيسة تعج بالمصلين.. فالأجأ إليها،
وتعلم من المسيح كيف تصل إلى الخلاص..
قلت: ولكني لا أجد في نفسي رغبة في ذلك.. فأنا عقلي
بطبعي.. وليس لي من الميل للتدين ما يجعلني أغوص فيما تذكره لي.
قال: لا تنحجب بعقلك.. وسر نحو المسيح ليعلم عقلك
ماذا يقرأ، وكيف يقرأ.