بنا عُرْض البحر
لقطعناه معك، ولو سرت بنا إلى بَرْك الغَمَاد لسرنا معك، ولا نقول لك كما قال قوم
موسى لموسى:﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (المائدة: 24)،
ولكن نقول: اذهب، فنحن معك وبين يديك وعن يمينك وعن شمالك مقاتلون.
ومن ذلك مشاورته لهم في المحل الذي ينزل فيه يوم
بدر، فأشار المنذر بن عمرو، بالتقدم إلى أمام القوم.
وشاورهم في أحد في أن يقعد في المدينة أو يخرج إلى
العدو، فأشار جمهُورُهم بالخروج إليهم، فخرج إليهم، مع أنه لم يكن يحب الخروج.
وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار
المدينة عامئذ، فأبى عليه ذلك السَعْدَان: سعدُ بن معاذ وسعدُ بن عُبَادة، فترك
ذلك.
لقد كان (ص)
يستشيرهم في كل شيء حتى في شؤون بيته.. فهل تجد وصفا لنبي ينطبق عليه هذا غير محمد
(ص)؟