إنه سلمان الفارسي الذي نقتصر من شهادته هذا المشهد
المرتبط بختم النبوة:
قال سلمان يحكي قصته: لحقت بصاحب عمورية وأخبرته
خبري، فقال: أقم عندي. فأقمت مع رجل على هدى أصحابه وأمرهم. قال: واكتسبت حتى كان
لي بقرات وغنيمة، قال: ثم نزل به أمر الله فلما حضر قلت له: يا فلان إني كنت مع
فلان فأوصي فلان إلى فلان، وأوصي بي فـلان إلى فلان، ثم أوصى فلان إليك، فإلى من
توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال:(أي بني، والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من
الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي وهو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض
العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى: يأكل الهدية، ولا
يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإذا استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل)
ثم يحكي سلمان في قصة طويلة رحيله إلى المدينة
المنورة حيث نزل محمد a بعد هجرته إليها،
وبعد سماعه بالنبي a جمع شيئا ليختبره
به، ولندعه يتحدث عن لقائه به، قال: ثم ذهبت إلى رسول الله a وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له: أنه قد بلغني أنك
رجل صالح، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به
من غيركم فقربته إليه، فقال رسول الله a
لأصحابه: كلوا، وأمسك يده فلم يأكل، قال: فقلت: في نفسي هذه واحدة، ثم انصرفت عنه،
فجمعت شيئاً وتحول رسول الله a إلى
المدينة ثم جئت به فقلت: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها، قال:
فأكل رسول الله a منها وأمر أصحابه
معه، قال: فقلت في نفسي: هاتان اثنتان، ثم جئت رسول الله a وهو ببقيع الغرقد، وقد تبع جنازة من أصحابه عليه
شملتان وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم
الذي وصف لي صاحبي، فلما رأى رسول الله a أنى
استدرته عرف أني استثبت في