أما الرجل الأول، فقد كان أخي التوأم، ولا يعرفه
أحد من الناس إلا خاصة خاصتي، وقد كان له من الشبه بي ما يجعلني أشك في نفسي، بل
أحيانا أشعر أني لست غيره، فقد كانت خواطرنا تتوارد في المواضيع الواحدة.. ولكن
أخي هذا مع ما أكنه له من احترام كان هو الحجاب الأعظم الذي حاول كل جهده أن يمنع
سريان أشعة شمس محمد للوصول إلى نفسي وقلبي وعقلي وروحي..
أما الرجل الثاني، فهو صاحبك الذي حدثتك عنه، وقد
كان يأتيني، فلا أعلم من أين جاء، ويذهب، ولا أعلم أين انصرف.. وفد كان هو النور
الذي دلني على أشعة محمد.. ولم أكن أتحرك إلا بهدايته ودلالته.
هؤلاء هم الذين قامت عليهم حياتي، وهؤلاء هم الذين
تدور عليهم رحلاتي التي رحلتها للوصول إلى أشعة محمد.
قلت: عرفت أبطال قصتك.. فمن أين مبدؤها؟
قال: من رؤيا رأيتها.. فأحيانا تتلخص حياة الإنسان
في رؤيا.
قلت: صدقت، وقد ذكر الله عن يوسف u أن حياته لخصت في رؤياه التي قصها الله تعالى
علينا، فقال :﴿ إِذْ قَالَ
يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾
(يوسف:4)
قال: هذه رؤيا يوسف u.. أما رؤياي التي انطلقت منها رحلتي، فهي أني رأيت