responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 23
ومن هذا المنطق أخاطب إخواني الذين امتلأت قلوبهم غيرة على رسول الله لأقول لهم: لكم أن تغيروا على رسول الله.. ولكم أن تفعلوا كل ما تنتجه هذه الغيرة من نتاج.. ولكن لا تفعلوا شيئا واحدا.. لا لأنه يؤذي هؤلاء الساخرين، ولكن لأنه يؤذي رسول الله.. لا تقفوا حجابا بين شمس رسول الله وبين هؤلاء الناس.. فرسول الله ليس رحمة خاصة بكم.. ولكنه رحمة للعالمين.

***

اتخذنا مجلسا صالحا في البيت.. وراح البابا يغوص في حديثه، قال:

كل قصتي تتلخص في ثلاثة نفر: أنا ورجلان.

أما أنا.. فرجل ولد في حضارة تمتلئ بكل المغريات.. فعزف عنها وولى وجهه نحو قبلة العقل والروح والكمال.. فلذلك لم أهتم بما يهتم به أترابي من مغريات تحول بينهم وبين البحث عن الحقائق.

ومع ذلك.. فقد كان لي عقل حرون لا يكاد يسلم لشيء.. فهو يجادل ويناقش ويبحث.. لا يكل في ذلك، ولا يمل.. ثم لا يقتنع إلا بعد أن يرده اليقين الذي لا يشك فيه.. والحق الذي لا يمازجه أي باطل.

البعض يشبهني بالعقل المجرد.. ولكني لا أرى نفسي كذلك.. فمع أني إنسان عقلاني بطبعي إلا أن البيئة الدينية والدنيوية التي عشتها جعلت عقلي معقولا عن التسليم.. وهذا ما جعلني أتأخر مع التسليم للحق.. مع توفر كل دواعي التسليم له.

هذا هو أنا.. وهذا سر تعرضي لتلك الأشعة الكثيرة من شمس محمد.. فقد كان لي من الكثافة ما يتطلب أشعة كثيرة تخرق ذلك الجدار الصلب الذي يجثم على قلبي وروحي.

نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست