فقط.. بل
إن شريعة الرحمة الإلهية التي أنزلها على عبده محمد (ص) شملت برحمتها جميع الكائنات
ما يعقل منها وما لا يعقل..
فكل مسلم – بفضل تلك
التعاليم العظيمة - يشعر بعلاقة حميمة من الكون تبدأ من صحبته في الله، وتنتهى
بالسير معه إلى الله.
ولذلك فإن المسلم الصادق لا
يستكبر على تراب الأرض.. ولا على قطرات المطر.. ولا على أعشاب الحقول.
وهو إن احتاج أن يستعملها
يستعملها فيما شرع الله له، ووفق الأدب الذي حثه عليه، فلا يغير خلق الله، ولا
يبدل فطرة الله، ولا ينشر الفساد الذي ينشره العابثون.
لقد
قال رسول الله (ص) يربينا على ذلك:(لعن
الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله
من غير منار الأرض - أي طرقها -)([505])
***
بقي خزيمة وغيره من رفاقه مدة من الزمان يحدثون بمثل
هذه الأحاديث([506]) إلى أن رأيت، ولأول مرة دموعا
حقيقية تسقط من عين ذلك الذي قضى حياته في مصارعة الثيران والديكة.
بعد أن سقطت تلك الدموع، فمسحت عن قلبه ما كان يمتلئ
به من قسوة، قال يخاطب