وقال (ص):(إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم
إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم)([502])
ونهى (ص) عن التحريش بين الحيوانات، وهو الإغراء وتهييج بعضها على بعض كما يفعل
بين الجمال والكباش والديوك وغيرها.. ففي الحديث عن ابن عباس قال: (نهى رسول الله (ص) عن التحريش بين البهائم)([503])
التفت (أبو حذيفة) إلى بلمنت، وقال: ويدخل في هذا ما يفعله
المجرمون المستكبرون القساة في عصرنا مما يسمونه مصارعة الثيران.. فأين مايدعونه جمعية الرفق
بالحيوان من هذه التي يسمونها رياضة؟
***
قام آخر، وقد عرفت بعد ذلك أن اسمه (خُزيمَة بن ثابت الأنصاريّ)([504])، وقال: ليس ذلك
[504]
أشير به إلى خزيمة بن ثابت بن الفاكِه...
بن مالك بن الأوس الأنصاريّ، لقب بـ «ذو الشهادتَين»؛ لحادثة وقعت زمن النبيّ (ص)، خلاصتها أنّ أعرابيّاً باع فَرَساً لرسول الله
(ص) ثمّ أنكر الأعرابيّ البيعَ
فأقبل خزيمة بن ثابت حتّى انتهى إلى الموقف وقال: أنا أشهد يا رسول الله لقد اشتريتَه
منه. فقال الأعرابي: أتشهد ولم تحضرنا ؟! وقال له النبيّ (ص): أشَهِدتَنا ؟ فقال خزيمة:لا يا رسول الله، ولكنّي
علمتُ أنّك قد اشتريتَه، أفأُصدِّقك بما جئتَ به من عند الله ولا اُصدّقك على هذا الأعرابيّ
الخبيث ؟! فعجب له رسول الله (ص) وقال: يا خزيمة، شهادتك شهادة رجلَين.. فصارت مقولة النبيّ (ص) وساماً له، فصار يُقال له: «خزيمة بن ثابت الأنصاريّ
ذو الشهادتين»