يا هشام: لو كان في يدك جوزة، وقال الناس في يدك
لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة.. ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: أنها
جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة.
يا هشام: إن الله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة
باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول.
يا هشام: قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، وكثير
العمل من أهل الهوى والجهل مردود.
يا هشام: إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة،
ولم يرضى بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم..
يا هشام: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا
يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك..
يا هشام: إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟
وترك الدنيا من الفضل وترك الذنوب من الفرض..
يا هشام: إن العقلاء زهدوا في الدنيا، ورغبوا في
الآخرة، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة، فمن طلب الآخرة
طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت
فيفسد عليه دنياه وآخرته..
يا هشام: إن الله جل وعز حكى عن قوم صالحين أنهم
قالوا:﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا
مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) ﴾ (آل عمران) حين علموا أن
القلوب