responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 464
علانية على رؤوس الأشهاد في اليوم الذي لا يضرك إن لا يطلع الناس على صدقتك..

يا ابن جندب: الخير كله أمامك، وإن الشر كله أمامك ولن ترى الخير والشر إلا بعد الآخرة، لأن الله جل وعز جعل الخير كله في الجنة والشر كله في النار، لأنهما الباقيان، والواجب على من وهب الله له الهدى وأكرمه بالإيمان، وألهمه رشده وركب فيه عقلاً يتعرف به نعمه، وأتاه علما وحكماً يدبر به أمر دينه ودنياه، أن يوجب على نفسه أن يشكر الله ولا يكفره، وأن يذكر الله ولا ينساه، وأن يطيع الله ولا يعصيه...

أما أنه لو وقعت الواقعة، وقامت القيامة، وجاءت الطامة ونصب الجبار الموازين لفصل القضاء وبرز الخلائق ليوم الحساب، أيقنت عند ذلك لمن تكون الرفعة والكرامة، وبمن تحل الحسرة والندامة فاعمل اليوم الدنيا بما ترجو به الفوز في الآخرة..

يا ابن جندب: قال الله جل وعز في بعض ما أوحى: (إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمة نوراً، وفي الجهالة حلما، أكلأه بعزتي وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات الفردوس لا يسبق أثمارها، ولا تتغير عن حالها..

***

سرنا إلى آخر، وقد علمت بعد ذلك أن اسمه (الكاظم) ([473]).. وقد رأيت عليه ما رأيت على صاحبه من سيما أهل بيت النبوة الذين أخبر القرآن الكريم بطهارتهم، وقد سمعته يخاطب تلميذا له يقال له (هشام بن الحكم البغدادي).. وكان مما سمعته منه قوله: يا هشام: كل شيء دليل،


[473] أشير به إلى الإمام الكبير (موسى الكاظم)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست