والنفس هي التي تزين للإنسان وتدفعه للارتداد عن
الدين وسوء التعامل مع قضاياه، كما حصل للسامريّ، صاحب نبي الله موسى (عليه
السلام)، والذي أضل المؤمنين بتوجيههم لعبادة عجل صنعه من الحليّ، قال تعالى:﴿
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا
بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ
سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)﴾ (طه)
وأخوة نبي الله يوسف (عليه السلام) إنما قاموا تجاهه
بتلك الجريمة النكراء، حيث ألقوه في قاع الجبّ، وهو ذلك الصغير الوديع المتفرد في
جماله وحسنه، إنما صنعوا ذلك لانحراف نفسي أصابهم، قال تعالى على لسان أبيهم يعقوب
(عليه السلام):﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ
جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)﴾ (يوسف)
والحسد حالة مرضية نفسية بين الأفراد أو الأمم
والمجتمعات، قال تعالى:﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا
حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(109)﴾ (البقرة)
والتكبر مرض يعشعش في أرجاء النفس، قال تعالى:﴿
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا
الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)﴾ (الفرقان)
والإعراض عن دين الله ورسالة الأنبياء إنما ينشأ من
حالة انحراف نفسي يطلق عليه القرآن (سفاهة)، قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ... (130)﴾ (البقرة)