فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ فقال : (التباعد عن النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى
أنس الحق؟ فقال : (الوحشة عن النفس)، فقال: فكيف
الطريق إلى ذلك ؟ فقال : (الاستعانة بالحق على النفس)([469])
***
سرنا إلى آخر، وكان اسمه الصفار([470]) على حسب ما علمت بعد ذلك، فسمعناه يقول لصاحبه: إن
الخطر كل الخطر في النفوس الممتلئة بالظلمات، إنها تزين كل رذيلة، وتقبح كل
محمدة.. ألا ترى أن جرأة الإنسان على قتل أخيه الإنسان ومصادرة حقه في الحياة أكبر
جريمة بشعة؟
قال الرجل: بلى..
قال المرشد،: لقد تحدث القرآن الحكيم عن أول جريمة
قتل وقعت على الأرض حيث قتل قابيل بن آدم هابيل، وقد نسب القرآن الكريم هذه
الجريمة إلى النفس، فقال تعالى:﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ
فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (المائدة:30)
ومثل ذلك اعتبر الخوف حالة نفسية، فقال تعالى:﴿
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ (طـه:67)
[470] أشير به إلى
العلامة الجليل حسن الصفار، وهو من كبار العلماء المعاصرين، وقد استفدنا هذا
الكلام الوارد هنا من كتابه (النفس منطقة خطر) بالتصرف الذي اقتضاه المقام.