نهضت (بيتو لاهايت)، وكانت أكبرهن سنا، وقالت: إئذن
لي أن أبدأ الحديث أنا.. فأنا أكبركن سنا، وأطولكن تجربة..
لقد بدأت حياتي في أسرة مسيحية متدينة.. بل مغالية في
تدينها.. وقد عرفت من خلال تأمل طويل أنه يستحيل أن يحمل دين الله أي عصبية ضد أي جهات
من الجهات.. وضد أي جنس من الأجناس..
وقد دعاني هذا البحث إلى أن أبحث عن موقف المسيحية من
المرأة لأعرف من خلال ذلك مدى مصداقيتها.. وقد أوصلني ذلك البحث إلى الخروج من
المسيحية والارتماء بعدها في أحضان اللاشيء.. فلم يكن لدي من القدرة ما أواصل به
مشوار البحث عن الحقيقة..
قالت النسوة: حدثينا عما وجدت في المسيحية عن المرأة.
قالت: لقد بدأت بالكتاب المقدس.. لقد قلت لنفسي:
فلأطرح ذاتي بين يدي الله ليخبرني عن حقيقتي وعن وظيفتي.. وعن علاقتي به، وعلاقته
بي..
وقد صدمت من أول نظرة.. لقد قرأت في رسالة بولس إلى
أهل كورونثوس الأولى (11 /3-9): (ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح.
واما رأس المرأة فهو الرجل ورأس المسيح هو الله.. كل رجل يصلّي أو يتنبأ وله على
راسه شيء يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلّي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها
لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وإن كان
قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط. فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي راسه لكونه صورة
الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل. لأن الرجل ليس من المرأة بل