قلت:
أنا أحلم بالحقيقة.. أنا أريد أن أستظل بشمس الحقيقة.
قال: شمس الحقيقة لا ينالها إلا من جلس على كرسي بطرس..
ذلك الكرسي الذي يجعلك قريبا جدا من المسيح، ولن تنال الخلاص إلا بقربك من المسيح.
قلت: ولكن.. ألا ترى أن فيما نستخدمه من أساليب ما
يبعدنا عن المسيح؟.. ألم يكن المسيح داعية سلام وداعية رحمة وداعية أخوة وإنسانية؟..
فكيف نرغب عن كل دعواته لنضع أيدينا في أيدي الشياطين؟
قال: وأي شياطين نضع أيدينا في أيديهم؟
قلت: ألم تسمع ـ أمس ـ ذلك الشيطان.. وما وضعه من
الخطط؟
قال: أنت لا تعرف ذلك الرجل.. فلذلك تتكلم عنه بهذا
الأسلوب.
قلت: فعرفني به.
قال: لن أعرفك به الآن.. ولكني أقول لك: لا يمكن لأحد
من الناس أن يصل إلى أي كرسي على هذه الأرض من كراسي السياسة أو كراسي الدين ما لم
يرض عنه..
وأي شخص لا يرضى عنه.. فإن مصيره معروف.
قلت: أنت تريدني أن أتزلف إليه إذن؟
قال: أجل.. بقلبك وقالبك.. فلذلك الرجل من القدرات ما
يقرأ به أسرارك.. فلذلك احذر أن يطلع منك على أي خيانة.. فإنه لا شيء يزعجنا عن
أحلامنا كما يزعجنا غضبه.