قال: لا يمكنني أن أصرح بتفاصيل الخطة هنا.. ولكني
أدعوكم في هذا المجلس إلى أنكم جميعا ستؤدون أدواركم لنجاح هذه الخطة.. لا تفكروا
في المال، فسأعطي كل واحد منكم الحرية في أن يصرف ما يشاء من الأموال..
لا يهمني إلا شيء واحد هو أن ينظر الناس إلى دين محمد
كما ينظرون إلى تلك الحجارة القاسية التي لا يفيض منها إلا الموت..
***
في الغد استدعاني أخي إلى مكتبه بالفاتيكان، وقال،
وهو ممتلئ زهوا وفرحا وسرورا: أبشر ـ يا أخي ـ فها نحن نقترب كثيرا من كرسي البابا..
ذلك الكرسي الذي طالما حلمنا به..
لا يحول بيننا وبينه الآن إلا هذا البابا.. وهو عجوز
مسن كما تراه.. ويوشك أن يدعوه ربه إليه ليخلو الجو لنا.
قلت: لقد زهدت في ذلك الكرسي منذ زمن بعيد.
ضحك بصوت عال، وقال: ذلك شيء يهيأ لك.. أما الحقيقة..
فهي أن الجلوس على ذلك الكرسي هو حلمك الأكبر.. حلمك الذي يمتلئ به سرك الباطن
الذي لا تعرفه.
قلت: فكيف عرفت أنت؟
قال: ألست سواك.. أنا وأنت توأمان.. بل شقان لبذرة
واحدة.. أنا أمثل طرفا من أطرافها، وأنت تمثل الثاني.. ولا يوجد في عقلك إلا ما
يوجد في عقلي.. ولا أحلم إلا بما تحلم به.