والعجب في دروسه أنه
كان لا يهتم بشيء كما يهتم بالمسائل المرتبطة بالرقيق.. وكان فهمه للرق فهما
ممتلئا بالعنصرية والكبرياء.. كان كلما ذكر الرقيق يردد بحزن قائلا:(متى يأتي ذلك
اليوم الذي نرى فيه الرقيق الأسود والأبيض والأصفر.. حتى نعيد إحياء هذه الأحكام
التي لن تحيا إلا بعودة الرقيق)
أذكر أني
في يوم من الأيام ضاقت نفسي.. فتحدثت أمامه، منكرا عليه بعض الأمور.. فأقام الدنيا
ولم يقعدها..
لقد عقد
المجالس الطويلة يحذر مني وينفر.. إلى أن اضطر أهلي أن يطردوني بالتي هي أحسن من
تلك البادية التي ولد فيها أجدادي جميعا..
لقد خشوا
علي من بطش كلماته وبطش مواقفه وبطش أتباعه الذين لم يكونوا يحملون إلا العصي..
لقد ظل هذا
الرجل فترة طويلة في حياتي يملأ أحلامي بالكوابيس..
وكان مما
يزيد في آلامي أنه كان يصور نفسه خليفة للنبي ووارثا له.. وكان كثير من الناس
يعتقدون ذلك.. مع أنه في الحقيقة لم يكن إلا دجالا لا يختلف عن المسيح الدجال..
في ذلك
اليوم جثم على قلبي كما تجثم الأدواء.. فقلت في نفسي: كيف غفل قومي عن هذا، وراحوا
ينكرون على الرسامين وعلى البابا وعلى جميع الأبواق الخارجية.. !؟
ألم يكن
الأولى بهم أن يبدأوا بهذا السرطان الذي ينهش ديننا وقيمنا وحقائقنا.. فيبتروه..
لأنه لم يكن للرسامين ولا لغيرهم أن يفعلوا ما فعلوه لولا أنهم وجدوا أمثال هؤلاء
الدجالين الذين يلبسون قمصان محمد (ص).. ولكن قلوبهم
لا تحمل إلا أضغان أبي جهل.. وأحقاده.. وأطماعه.. وقساوته !؟